ماذا لو: نال ريال مدريد خسارته الثانية هذا الأسبوع؟
كرة القدم - دوري أبطال أوروباتوتنهام قد يكون سهماً مسموماً في صدر الفريق الملكي الذي
سيُثبت بالتجربة العملية أن الملايين لن تأتي بالبطولات ومورينيو
قد يُفضل الرحيل إلى مكانٍ آخر يُبدع فيه وسط أجواء أكثر راحة.
على طريقة المتظاهرين العرب، يُواجه توتنهام هوتسبير الإنكليزي
مضيفه ريال مدريد الإسباني "بصدور مكشوفة"، دون خوف من
بطش الفريق الملكي الذي يتمنى تعويض إخفاقه على
مدار 6 سنوات، والفوز بدوري أبطال أوروبا.
المباراة التي تجمع الطرفين على ملعب "سانتياغو بيرنابيو"
هي واحدة من أربع مباريات في ذهاب دور الثمانية من دوري
أبطال أوروبا، وهي الثالثة بين الـ"ميرينغي" والـ"سبيرز"، حيث
تقابل الفريقان مرتين وفاز ريال مدريد مرة وتعادلا في الأخرى.
وبالنظر إلى اسم الفريقين في القارة العجوز، لا يمتلك توتنهام ما
يخسره أمام العملاق الإسباني الذي فاز بالبطولة 9 مرات (رقم قياسي)، في
حين يُشارك الفريق اللندني في البطولة للمرة الثانية في تاريخه، إذ
كانت المرة الأولى عندما وصل إلى الدور نصف النهائي موسم
1961-1962، قبل أن يخرج على يد بنفيكا البرتغالي الذي أكمل مشواره نحو اللقب بنجاح.
مداواة الجراح ويأمل الـ"بلانكو" مداواة جراحه المحلية على حساب توتنهام، إذ
فقد ريال مدريد لقب الدوري الإسباني بنسبة كبيرة على خلفية هزيمته
أمام سبورتنغ خيخون في "سانتياغو بيرنابيو" السبت، ما أدى إلى
اتساع الفارق مع برشلونة المتصدر إلى ثماني نقاط، قبل انتهاء الـ"ليغا" بثماني مراحل.
لكن الأمر المؤكد هو أن مهمة ريال مدريد أمام توتنهام لن تكون
سهلة، لأن سهم الفريق اللندني المنطلق بسرعة الصاروخ لم يتوقف
بعد على المستوى الأوروبي، وتمكن من الإطاحة بالعريق ميلان
الإيطالي في دور الـ 16، ما قذف الرعب في قلوب مناصري
فريق العاصمة الإسبانية من إمكانية أن يعبر قطار توتنهام
محطة مدريد بسلام، ويمر إلى الدور نصف النهائي بالمسابقة.
هذه النتيجة لا تبدو مستحيلة، لأن ريال مدريد لا يتمتع بنفسيةٍ رائعة
عقب علمه بتضاؤل فرصه في المنافسة على الـ"ليغا"، وسيكون
عليه الصبر لعامٍ آخر من أجل استعادة اللقب الغائب عن خزائن
النادي منذ موسمين، حتى في ظل وجود المدير الفني البرتغالي
جوزيه مورينيو الذي لم يعتد خسارة بطولة الدوري المحلي مع الفرق التي يقودها فنياً.
فماذا لو سقط ريال مدريد على ملعبه للمرة الثانية في أسبوعٍ واحد؟
ماذا لو قطع توتنهام نصف الطريق في مهمة الإطاحة
بالفريق الملكي خارج دوري أبطال أوروبا بنجاحٍ؟
موسمٌ آخر بلا بطولات إذا وصل توتنهام إلى نصف النهائي فإن لذلك انعكاسات كبيرة على
الفريق اللندني، وأكبر على ريال مدريد الذي سيكون قد اقترب
للموسم الثاني على التوالي من الخروج خالي الوفاض من
البطولات، إذ لن تتبقى أمامه سوى بطولة كأس
ملك إسبانيا، التي سيُواجه برشلونة في مباراتها النهائية.
هذا يعني أن مبلغاً يُقدر بـ 366.8 مليون دولار أنفقه فلورنتينو
بيريز للتعاقد مع ستة لاعبين في صيف عام 2009 قد ذهب
هباءً، ما قد يُشعل النار في وجه رئيس النادي ويدفعه للاستقالة.
رحيل مورينيو أيضاً يبدو احتمالاً وارداً، لا سيما في ظل الخلافات
الدائمة مع مدير النادي خورخي فالدانو، وتلميحات "مو" إلى رغبته في
العودة إلى إنكلترا لتدريب أحد فرق الدوري الممتاز، الذي قاد تشيلسي لحمل لقبه مرتين.
من المحتمل أيضاً انفراط عقد النجوم ورحيل عدد كبير منهم، وهو
ما بدأت بشائره باستعداد صانع الألعاب البرازيلي ريكاردو كاكا للفرار
من "سانتياغو بيرنابيو"، فيما يُمكن اعتباره رغبةً مزدوجة من اللاعب وإدارة النادي.
العقدة الإنكليزية وعلى الجانب الآخر، سيعلو نجم الجناح الويلزي غاريث بيل أكثر
في صفوف توتنهام، ولن تقبل إدارة النادي التخلي عنه إلا مقابل
مبلغ فلكي قد يكون هو الأعلى في التاريخ بالنسبة للاعب في الحادية والعشرين من عمره.
خروج ريال مدريد على يد توتنهام سيُؤدي إلى تأصل عقدة جديدة
له مع الفرق الإنكليزية، إذ لم يُحرز ريال مدريد أي هدف في
آخر أربع مواجهات أمام الإنكليز، ولم يُحقق أي فوز في آخر
خمس مباريات، كما خسر ريال مدريد آخر مباراتين له على
أرضه أمام فرق إنكليزية بنتيجة صفر-1 أمام ليفربول قبل
عامين، وبنفس النتيجة أمام آرسنال في 2006 بدور الـ16.